الملاك _ الذهبي مديرة عامة
عدد المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 25/05/2012
| موضوع: تعريف المصلحة والمفسدة الخميس مايو 31, 2012 9:37 pm | |
| تعريف المفسدة بالألم، يعارضه أن بعض الأمور المؤلمة قد تكون مشروعة أو واجبة، كالصوم والجهاد ومتاعب الحج؟! مقاصد الشريعة -كما تقدم- مدارها على قضية واحدة: «جلب المصالح ودرء المفاسد». فما حقيقة المصلحة؟ وما حقيقة المفسدة؟ من أشهر تعاريف المصلحة عند الأصوليين -وعند الفلاسفة قبلهم- هذا التعريف الذى أورده الفخر الرازى فى كتابه (المحصول)، وقال فيه: «المصلحة لا معنى لها إلا اللذة أو ما يكون وسيلة إليها، والمفسدة لا معنى لها إلا الألم وما يكون وسيلة إليه». ويرى البعض أن هذا التعريف عليه بعض التحفظات أو الاعتراضات، أهمها: كون اللذة فى الاستعمال الشائع يراد بها اللذات الجسدية، كالأكل والشرب والنوم والجماع واللمس والنظر.. فهل المصلحة مجرد لذة جسدية؟ كون اللذة يدخل فيها كثير من اللذات المحرمة، فهل هذه أيضا مصلحة؟ تعريف المفسدة بالألم، يعارضه أن بعض الأمور المؤلمة قد تكون مشروعة أو واجبة، كالصوم والجهاد ومتاعب الحج؟! والحقيقة أن هذه التحفظات والاعتراضات كلها ناشئة عن المفاهيم العامية الشائعة لمفردات هذا التعريف، وتصحيح ذلك فيما يلى: فأولا: اللذة المقصودة فى الشرع ليست مقتصرة على اللذة الجسدية، بل اللذة تشمل -إلى ذلك- كل ما يخطر على البال -وما لا يخطر- مما يتضمن أو يجلب سعادة الإنسان وطمأنينته، من اللذات المعروفة والممكنة؛ بما فى ذلك لذة الإيمان واليقين، ولذة العبادة والذكر، ولذة العلم والمعرفة، ولذة فعل الخير والإحسان، ولذة الأمن والسلامة، ولذة العواطف والمشاعر النبيلة التى تجمع بين قلوب الناس، ولذة الجنة التى فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وكذلك لذة الاستمتاع بما فى الكون والحياة من مظاهر الحسن والجمال والبهجة. وأعلى اللذات وأسماها لذة لقاء الله والظفر برضاه والنظر إلى وجهه الكريم، على النحو اللائق بالمقام. وثانيا: ما قيل عن تعريف المصلحة باللذة يقال مثله فى تعريف المفسدة بالألم. فالألم ليس مقصورا على أوجاع الجسد، كالمرض وآلامه، وكآلام الجوع والعطش، والتعذيب والضرب والحرمان من الشهوات والضرورات. ليس هذا وحده هو الألم، بل المعاناة والغموم والاضطرابات القلبية والنفسية كلها آلام، وكلها داخلة معنى المفسدة. فالفراغ الروحى الناشئ عن الكفر أو عن فقدان الإيمان والصلةِ بالله عذاب ومفسدة. والشعور بالضياع وعبثية الحياة ألم ومفسدة. وفى التعرض للمهانة والإذلال والظلم آلام ومفاسد، وتفكك الأسرة وفقدان دفئها وأنسها وتكافلها فيه ما لا يحصى من المفاسد والآلام. وكذلك فساد الأخلاق والعلاقات بين الناس. والنار -يوم القيامة- هى أكبر مفسدة وألم ينتظر مستحقيه، والسعى إليها هو سعى إلى المفسدة وإلى الألم. وكل وسيلة تجر إليها فهى مفسدة كذلك. وللتنبيه على هذه المعانى جاء عز الدين بن عبد السلام إلى التعريف السابق فأضفى عليه بعض الإضافات والتوضيحات التى تجعله أتم وأسلم من الاعتراض. فقال فى كتابه (قواعد الأحكام): «المصالح أربعة أنواع: اللذات وأسبابها، والأفراح وأسبابها. - والمفاسد أربعة أنواع: الآلام وأسبابها، والغموم وأسبابها. - وهى منقسمة إلى دنيوية وأخروية». وأما الإمام أبو حامد الغزالى فقد نحا فى تعريفه المختار للمصلحة الشرعية منحى مختصرا ومباشرا فقال فى كتابه (المستصفى): «... نعنى بالمصلحة المحافظةَ على مقصود الشرع؛ ومقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعه مصلحة». ومن خلال التطرق فى الحلقات القادمة -إن شاء الله تعالى- إلى أنواع المصالح والمفاسد ومراتبها ووسائلها وأمثلتها.. سيتضح مضمونها ومفهومها أكثر فأكثر.
| |
|
قمر مثل الامر عضوهه نششيطهه
عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 09/06/2012
| موضوع: شكرا حببتي السبت يونيو 09, 2012 11:51 am | |
| شكرا حببتي على الموضوع الله لا يحرمنا منك لا تحرمينا من مواضيعك الحلوة بااااااااااااااي | |
|
......... عضوهه نششيطهه
عدد المساهمات : 146 تاريخ التسجيل : 12/06/2012
| موضوع: رد: تعريف المصلحة والمفسدة الأحد يونيو 24, 2012 1:06 pm | |
| شكرا الله يعطيك الف الف الف عافيه | |
|
فـــنــتك الأنمــــي مشرفة
عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 10/07/2012 العمر : 24
| موضوع: رد: تعريف المصلحة والمفسدة الأربعاء يوليو 11, 2012 1:27 am | |
| شكراً ع الموضوع الرائع يعطيكم العافيه
| |
|